بدأ  العاهل الأردني  الملك عبد الله الثاني، الخميس، زيارة عمل إلى العاصمة البريطانية لندن، في خطوة تسبق لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن في 11 فبراير المقبل. 

تأتي هذه الزيارة في إطار حراك دبلوماسي مكثف للعاهل الأردني، على خلفية التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها ترامب بشأن قطاع غزة وطرح فكرة نقل سكان القطاع إلى الأردن أو مصر.

زيارة لندن: حراك دبلوماسي على أعلى المستويات

وفقا للبيان الصادر عن الديوان الملكي، سيشارك العاهل الأردني في لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى خلال زيارته إلى لندن، ويرافقه ولي العهد الأمير حسين في هذه الزيارة. 

يأتي هذا التحرك في وقت حساس يتطلب التنسيق المكثف على المستوى الدولي، لا سيما في ظل التصريحات الأخيرة التي أثارت ردود فعل قوية من جانب الأردن وفلسطين.

رفض أردني لمقترحات ترامب حول غزة

منذ إعلان الملياردير الأمريكي ترامب عن مقترحه المثير للجدل بشأن قطاع غزة، والذي يشمل السيطرة الأمريكية على القطاع وترحيل سكانه إلى الأردن أو مصر، بدأت الدبلوماسية الأردنية في التحرك بسرعة لتأكيد رفض المملكة القاطع لهذا الطرح. 

أكد العاهل الأردني في تصريحات له الأربعاء أن الأردن يرفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو فرض سيطرة على قطاع غزة. 

وأضاف العاهل الأردني أن المملكة تتمسك بحل الدولتين، الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مع القدس الشرقية عاصمة لها.

الملك عبد الله الثاني: تثبيت الفلسطينيين على أرضهم

شدد العاهل الأردني في تصريحاته على ضرورة "وقف إجراءات الاستيطان"، مؤكدًا على "رفض أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية". 

كما أضاف العاهل الأردني أنه يجب العمل على "تثبيت الفلسطينيين على أرضهم" باعتبار ذلك أحد المبادئ الأساسية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

الدبلوماسية الأردنية: اتصالات مكثفة مع القادة الدوليين

على مدار الأيام الماضية، قام الملك عبد الله الثاني بسلسلة من اللقاءات والاتصالات الهاتفية مع عدد من القادة الدوليين. 

فقد استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان، كما أجرى اتصالات هاتفية مع أمير قطر وولي العهد السعودي والرئيس الإماراتي والأمين العام للأمم المتحدة، في مسعى لتنسيق المواقف تجاه التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. تأتي هذه الجهود في إطار دعم الأردن الثابت لقضية فلسطين ورفضه لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.

زيارة واشنطن: لقاء مرتقب مع ترامب

الزيارة إلى لندن تمثل الخطوة الأولى في جولة دبلوماسية للعاهل الأردني تشمل أيضا زيارة إلى الولايات المتحدة، حيث من المنتظر أن يلتقي الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن في 11 فبراير الجاري. 

موقف ثابت تجاه حقوق الفلسطينيين

تأتي هذه التحركات الدبلوماسية في وقت حرج بالنسبة للأردن وفلسطين، حيث يسعى الملك عبد الله الثاني لتأكيد موقف بلاده الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين ورفض أي محاولات لتصفية قضيتهم. 

ووفقاً للمراقبين، فإن الزيارة المرتقبة إلى واشنطن ستكون فرصة مهمة للملك الأردني لإيضاح الموقف الأردني الرافض للتصريحات الأمريكية التي تهدد استقرار المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بحقوق الفلسطينيين في العودة وإقامة دولتهم المستقلة