نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أستاذ جامعة في دولة قطر يشتم الرئيس العليمي بكلام جارح ومهين - تدوينة الإخباري, اليوم الاثنين 3 فبراير 2025 08:25 مساءً
أساتذة الجامعات في أي دولة من الدول هم صفوة المجتمع، فهم قد بذلوا مجهود هائل وأضاعوا سنوات من أجمل سنوات عمرهم، للحصول على العلم والمعرفة من كل أنحاء العالم ، ونالوا الشهادات العالية كالماجستير والدكتوراة وغيرها من الشهادات الكبرى ، لذلك فهم يحظون برعاية كبيرة واهتمام بالغ من قبل الحكومة التي توفر لهم كل الامكانيات والحياة الرغيدة حتى يقدموا أفضل ما لديهم، كما انهم محط احترام وتقدير كل أطياف المجتمع، فالحكومة والمجتمع يعولون عليهم في تخريج أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة لبناء الوطن وتحقيق التقدم والازدهار، لكن هذه المكانة التي يحظى بها هؤلاء تهتز كثيرا اذا جاءت تصريحاتهم متشنجة، فهم القدوة للمجتمع، فحين يقوم الأستاذ الجامعي بتقليد بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ويصدر عنه كلام مبتذل وبذئ يصاب المجتمع بصدمة، ويؤدي تصرفه الارعن وغير العقلاني الى تشويه صورته ومكانته، لدى الحكومة والمجتمع.
إذ مهما بلغ الانسان من العلم والمكانة في أي مجال من المجالات، فإنها تصبح لامعنى لها إن لم يتحلى هذا الشخص بالسلوك الحسن، ويمكنه ان يوجه النصح والرشد لأي جهة أو لأي مسؤول، لكن ان يستخدم الشتم والكلام الجارح والمهين كما يفعل بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين لا يتركون أي كلمة من الكلمات القذرة إلا ويقولونها، وإذا كان من الممكن أن نعذر هذا المشهور او ذاك نظرا لجهله أو أنه من أنصاف المتعلمين الذين لا يملكون لا علم ولا ثقافة ولا أدب، فإنه من الصعب أن نجد عذرا لتقبل مثل هذا الكلام المبتذل من أستاذ جامعي يتبوأ مكانة رفيعة في المجتمع، ولله در الشاعر الذي يقول (( من قال إن العلم ينفع وحده .. ما لم يتوج ربه بخلاقي)).
الله سبحانه وتعالى حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر واحد سيكون سببا في نفور الناس منه، وعدم الاستجابة لدعوته، ولهذا خاطب المولى سبحانه وتعالى، رسوله الكريم قائلا (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) وكذلك أمره التعامل بالحسنى لكسب ود الناس ومحبتهم، فقال عز من قائل (( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) وهذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القريب والبعيد ، مع الكافر والمسلم ، مع الصديق والعدو ، وبهذا المسلك النبيل والخلق الكريم استطاع الرسول عليه الصلاة والسلام كسب القلوب والعقول وأخرج خير أمة للناس ، وأعظم الرجال الذين صنعوا مجدا وتاريخا انسانيا مشرقا ومبهرا يندر ان تجد له مثيل في كل تاريخ البشرية، منذ أن خلق الله الأرض وما عليها.
لكن أن يخرج أستاذ جامعي في دولة قطر ليشتم ويلعن الرئيس العليمي وكل قيادات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، وبكلمات جارحة ومهينة، وبأسلوب لا يليق برجل في هذه المكانة العلمية والدينية، فتلك لعمري كارثة، والأدهى والأمر إن هذا الدكتور هو أستاذ الفقه، فهو أكثر منا معرفة ودراية بما كان يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام، فكان عليه ان يقتدي به، فحين طلب المسلمين من رسول الله ان يسب ويشتم ويلعن الكفار رفض هذا الأمر وقال أنه لم يبعث ليكون شتاما او لعانا بل بعث ليتمم مكارم الاخلاق.
فقد فوجئ الجميع بأستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر والأمين المساعد لاتحاد علماء المسلمين "فضل مراد" في منشور له على فيسبوك، يكيل الشتائم واللعنات للرئيس رشاد العليمي، ولكافة المسؤولين في الحكومة الشرعية ، ووجه لهم اتهامات خطيرة بأنهم مجموعة من المتسولين وعديم الوطنية والاخلاص ولا يفكرون بانقاذ الشعب اليمني من أوضاعهم المزرية، ودعا الشعب اليمني، التوجه بالدعاء لله للخلاص من الوضع الراهن.، مشيرا إلى أن "هناك رجالًا أقوياء في الميدان لكن بلا قيادة وطنية أو رواتب، بينما "الأزلام" يتلقون رواتبهم بالعملة الخضراء " في إشارة لعملة الدولار .
النقد والتوجيه والنصح مطلوب، بل هو واجب ديني ووطني من كل المخلصين خاصة من شخصيات يمتلكون مكانة رفيعة، ويقع على عاتقهم تربية الاجيال وتسليحهم بالعلم والمعرفة والسلوك النبيل في تعاملهم مع الأخرين، لكن يجب ان يكون نقد للبناء والتطور وليس للهدم والتدمير ، فالكلمة الطيبة صدقة ، والدكتور مراد يفهم هذا الأمر أكثر من غيره ، لكن الفهم وحده لا يكفي، بل لا بد من التطبيق وجعله واقعا معاش، وبالله التوفيق.
0 تعليق