عاجل

قراءة عسكرية.. أبعاد ودلالات إعلان كتائب القسام استشهاد محمد الضيف وقادة الصف الأول - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قراءة عسكرية.. أبعاد ودلالات إعلان كتائب القسام استشهاد محمد الضيف وقادة الصف الأول - تدوينة الإخباري, اليوم السبت 1 فبراير 2025 02:59 صباحاً

في تطور مفاجئ، أعلنت كتائب القسام استشهاد قائد أركانها محمد الضيف وعدد من القادة العسكريين البارزين. الإعلان الذي جاء بعد فترة من الترقب، يثير العديد من التساؤلات حول أبعاده العسكرية والستراتيجية، عن هذا الموضوع تحدث العميد إلياس حنا الخبير العسكري والاستراتيجي، عن دلالات هذا الحدث.

ما مغزى توقيت الإعلان الآن عن مقتل أو استشهاد محمد الضيف ونائبه وعدد من القادة العسكريين من قبل كتائب القسام؟

"من الناحية العسكرية، نحن في مرحلة جديدة، عندما أعلن جيش الاحتلال عن استهداف محمد الضيف، لم تكن المقاومة قد أعلنت عن أي شيء، وهو ما يعكس أن المقاومة لم تكن ترغب في إظهار أنها نجحتـ قياس النجاح في مثل هذه المواقف أمر بالغ الأهمية، لكن بعد فترة من وقف النار، جاء الوقت للانتقال إلى مرحلة جديدة، تتطلب إعادة التنظيم وإعادة الهيكلة في كافة الأبعاد العسكرية، من الضروري الإشارة إلى أن استشهاد قائد الأركان والعديد من القادة العسكريين يشير إلى أن القيادات كانت تشارك في المعارك وتضحي مثل الجنود العاديين، هذه هي طبيعة القيادة الحقيقية: التضحية سواء بالذات أو عبر المقربين".

الانعكاسات على المقاومة الفلسطينية: الحديث عن استشهاد قادة كبار في مواقع مهمة، كيف ينعكس ذلك على المقاومة الفلسطينية؟

"الاحتلال كان يعتقد أن محمد الضيف، قائد الأركان، غير قادر على الحركة أو مشلول، لكنه أثبت خلاف ذلك، مما يظهر فشل المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، الضيف هو الذي خطط ونسق العديد من العمليات الكبرى، بما في ذلك عملية 'طوفان الأقصى'، بعد ذلك، كانت المقاومة قد بدأت الاستعداد لمرحلة ما بعد 'طوفان الأقصى'. الاحتلال حاول فرض حرب داخل القطاع، بينما المقاومة كانت قد هيأت مسرح المعركة كما ترغب، لتمكين نفسها من القتال على الأرض التي اخترعتها وفق استراتيجيتها.

التقنيات الإسرائيلية في استهداف القادة: كيف استخدمت إسرائيل تقنياتها للوصول إلى هؤلاء القادة واغتيالهم، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي فرضتها الأنفاق؟

"المقاومة كانت تستفيد من الأنفاق التي كانت تمدها بقدرة على الاختباء، ولكن بعد دخول الاحتلال إلى القطاع، جمعوا معلومات استخباراتية تكتيكية باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، ما ساعدهم على رصد الأهداف بشكل يومي، رغم هذه التقنيات، كانت المقاومة تتكيف مع التحديات، حيث اعتمدت أسلوب حرب العصابات: 'اضرب واهرب'، وهو أسلوب استراتيجي مكنها من الصمود".

التحديات ما بعد الحرب: فيما يتعلق بتداعيات استشهاد قادة كتائب القسام وحركة حماس، كيف يمكن تقييم الوضع الحالي؟ خاصة في ظل حديث السيد خليل الحية عن "جيل جديد" في الحركة؟

"اليوم، بعد أكثر من 15 شهرًا من الصراع ضد أحد أقوى الجيوش في المنطقة، اكتسبت المقاومة الكثير من الخبرات، المرحلة الجديدة تتطلب إعادة هيكلة، وقد يكون هناك قيادات جديدة، التحدي الأكبر سيكون تنظيم صفوف المقاومة لمواجهة المرحلة القادمة، وقد تكون هذه القيادات الجديدة أقل شهرة مثل محمد الضيف، لكنها ستواجه تحديات كبيرة".

أهمية انسحاب جيش الاحتلال من معبر رفح: عميد حنا، تم الإعلان عن انسحاب جيش الاحتلال من معبر رفح تمهيدًا لفتح المعبر. ما هي أهمية هذه الخطوة وتأثيرها على الاحتلال، خاصة في ظل حساسيتها الأمنية؟

"انسحاب الاحتلال من معبر رفح هو خطوة مهمة تمهيدًا لفتح المعبر أمام خروج الجرحى. معبر رفح يعتبر نقطة حيوية، خاصة في ظل الوضع الأمني على معبر فيلادلفيا، خطوة الانسحاب ستؤثر على الخطط الأمنية الإسرائيلية، خاصة وأن المعبر له أهمية استراتيجية بالنسبة لهم".

وتفتح هذه التطورات العسكرية بابًا واسعًا للتحليل حول مستقبل المقاومة الفلسطينية والتحديات التي ستواجهها في المرحلة المقبلة.

حوار مع أسرة الضيف

في قلب غزة، حيث يزدحم الألم بالأمل، تأتي قصة القائد الفلسطيني محمد الضيف قائد هيئة أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام، مع إعلان استشهاده مساء أمس، ووفاته إلى جانب عدد من القادة العسكريين في الكتائب، تنقلب الأجواء في المدينة التي لطالما شهدت صراعًا طويلًا من أجل الحرية.

قريقع في ضيافة البسطاء

مراسل الجزيرة محمد قريقع اقترب من أسرة الشهيد في مركز إيواء شرق غزة، حيث التقي العائلة بعد فقدان أب وصوت المقاومة.

يقول قريقع: "نحن هنا وسط أسرة قائد هيئة الأركان محمد الضيف (أبو خالد)، بعد الإعلان عن استشهاده، في مركز إيواء شرق مدينة غزة، بين النازحين الذين عانوا مرارة الجوع والنزوح، إليكم مشاعرهم، قصصهم، وآلامهم التي لا تنتهي".

بين أروقة هذا المركز، التقي قريقع مع كل من خالد الضيف، نجل الشهيد، وأم خالد الضيف، زوجة الشهيد، وحليمة الضيف، ابنته، وأم إبراهيم عصفورة والدة الشهيد، يتحدثون عن محمد الضيف، وعن حياتهم بعد استشهاده.

أم خالد الضيف

أم خالد الضيف زوجة الشهيد، تتحدث عن زوجها قائلة: "أبو خالد الضيف هو أيقونة فلسطين، رفع راية الإسلام في كل مكان. هو محمد دياب إبراهيم الضيف، من مواليد خان يونس، استشهد هناك، الألم يملأ قلوبنا، لكن عزاءنا الوحيد أن الله منّ عليه بالشهادة بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الجهاد والمقاومة."

أما خالد الضيف، نجل الشهيد، يروي آخر لقاء له مع والده: "آخر مرة رأيته كانت في 6 أكتوبر، كانت وصيته لنا أن نُحفظ القرآن الكريم، ونتابع دراستنا، وأوصانا أن نكمل الطريق إذا استشهد، تلك كانت رسالته لنا".

حليمة الضيف

حليمة الضيف ابنة الشهيد، تذكر اللحظات الأكثر تأثيرًا في حياتها: "أبي كان دائمًا بجانبنا، رغم مشاغله. كان يحبنا أكثر من نفسه، وكلما تذكرته، يحترق قلبي".

أم إبراهيم عصفورة والدة الشهيد، تتحدث عن ابنها الذي لا يمكن نسيانه: "كان رجلًا صادقًا وشجاعًا، في وقت ندر فيه الرجال، كان أبو خالد واحدًا من أولئك الذين لا يمكن أن يتكرروا".

حياة بسيطة قبل وبعد الحرب

ورغم الألم، تتواصل الأحاديث عن معاناة أسرة محمد الضيف في مركز الإيواء، حيث تعرضوا للجوع، والنزوح، والاستهداف، أم خالد الضيف تتحدث عن واقعهم: "هذه حياتنا، قبل وبعد الحرب هذا هو الوضع في غزة، حتى عندما تحسن الوضع، نحن لا نعيش في أمان".

الحوار يعكس صورة حية عن الإصرار والصمود في مواجهة الأوجاع. في هذا المركز، عائلة الضيف ليست فقط أسرة مفجوعة بل هي مثال لكل الفلسطينيين الذين حملوا، وسيحملون، راية المقاومة، كل فرد في العائلة يروي ما في قلبه، ويعبر عن الحزن والفخر معًا.

وفي النهاية، محمد الضيف لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للثبات والمقاومة. فقدانه يشكل خسارة كبيرة ليس فقط للعائلة، بل لكل فلسطيني يحمل حلم التحرير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق