لثلاثة عقود، لم تعرف “إسرائيل” مكانه، لكنها كانت ترى أفعاله في الميدان. محمد الضيف، أو ما يُعرف بالشبح، الذي أرَّق الاحتلال سنين طويلة، ووجه له واحدة من أقوى الضربات في تاريخ الكيان الصهيوني فجر السابع من أكتوبر.

وُلِد محمد الضيف عام خمسة وستين من ستينات القرن الماضي في مخيم خان يونس للاجئين في غزة، بعدما تهجرت عائلته قَسْراً من قرية “القبية” المحتلة خلال النكبة. درس الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء في جامعة غزة الإسلامية، وكان أيضاً ناشطاً في الأنشطة الثقافية، بحيث ترأّس لجنة الترفيه في الجامعة، وشارك في عدد من الأعمال الكوميدية، الأمر الذي أظهر جانباً آخر من شخصيته، بعيداً عن العمل العسكري.

لم يكن أبو خالد في البداية مرتبطاً بأي تنظيم سياسي، لكن انضمّ لاحقاً إلى حركة فتح وظل عضواً فيها أعواماً عدة، ثم انضم إلى حركة حماس خلال الانتفاضة الأولى، وجرى اعتقاله ستة عشر شهراً من دون محاكمة.

اعتُقل مرة ثانية عام 2000، لكن على يد عناصر السلطة الفلسطينية، لكنه تمكّن من الإفلات من الاعتقال بعد بداية الانتفاضة الثانية. وبعد خروجه من السجن، بدأ الضيف، مع الشهيدين زكريا شربجي وصلاح شحادة، تشكيل مجموعة من حماس، تهدف إلى أسر جنود صهاينة من أجل مبادلتهم مع الأسرى الفلسطينيين.

عُيّن محمد الضيف قائداً لكتائب القسّام عام 2002، وقام بتوجيه عدد من العمليات الناجحة ضد الاحتلال الإسرائيلي. الضيف الذي احترف كيفية التخفي عن أعين الاحتلال، نجا من عدة محاولات اغتيال، وأُصيب على إثرها بجروح بليغة، كما فقد عددًا من أفراد عائلته في إحدى المحاولات.

إلى جانب قيادته كتائب القسام في الانتفاضة الثانية، سطّر الضيف بطولات في التصدي للعدوان الصهيوني، خلال مراحل متعددة، وصولاً إلى دوره الأساسي في التخطيط لعملية طوفان الأقصى وقيادتها، وهو الذي أعلنها، مستنهضاً الأمة، صبيحة السابع من أكتوبر عام 2023.

المصدر: موقع المنار