سلّطت النسخة الرابعة من مسيرة «لنحيا»، التي تنظمها جمعية أصدقاء مرضى السرطان، بالتعاون مع الجمعية الأميركية للسرطان، الضوء على قصص ملهمة، عنوانها الأمل وعدم الاستسلام، بأصوات مجموعة من الناجيات المشاركات في فعالياتها، التي تنظم في الجامعة الأميركية في الشارقة تحت شعار «يستحق الحياة».

دينا ماريا من هولندا، تبلغ من العمر 51 عاماً، ومقيمة في الإمارات منذ 11 عاماً، وهي أمّ لطفل واحد، شعرت بالمرض، وعانت آلاماً كبيرة في الصدر شهرياً، وعلى الرغم من ذهابها إلى الطبيب، لم تشعر بأي تحسن، وافتقدت من يحثها على الاستمرار في الفحص والمتابعة، وبعد فحص شامل في فبراير 2024، شخصت إصابتها بالمرحلة الثالثة من سرطان الثدي، وبدأت العلاج الكيماوي، ثم خضعت لعمل جراحي في ديسمبر الماضي، وتعافت وشفيت تماماً من سرطان الثدي.

وحول مشاركتها في النسخة الرابعة من مسيرة «لنحيا»، أوضحت ماريا أنها تسعى إلى الإسهام في نشر الوعي، ومناصرة قضية مرضى السرطان، مشيرة إلى أن التضامن المجتمعي يلعب دوراً مهماً في تشجيع المرضى على عدم الاستسلام ومتابعة الطريق.

وأكدت أهمية ممارسة الأنشطة البدنية، وشرب كمية كافية من الماء، والتعرض لأشعة الشمس، وإجراء الفحص المبكر عن السرطان بشكل دوري.

أما خلود أبومغضب، من الأردن، وتبلغ من العمر 47 عاماً، وهي أمّ لابنة واحدة، فاكتشف إصابتها عن طريق المصادفة، بعد معاناتها ألماً في كتفها، إذ لم تتوقع أبداً أن يكون سبب هذا الألم هو الإصابة بالسرطان، واضطرت إلى إجراء عملية جراحية في أغسطس 2019، وواصلت العلاج حتى أبريل 2020.

وعن حضورها للمرة الثالثة في مسيرة «لنحيا»، أعربت خلود عن حرصها على المشاركة في الفعاليات التي تنظمها جمعية أصدقاء مرضى السرطان، مضيفة: «أنصح جميع النساء بإجراء فحص الكشف المبكر عن السرطان، فالمرض قد يصيب أي أحد، ويجب على الإنسان أن يتحلى بالشجاعة، وأن يكون قوياً، وأن يدعم ويساعد نفسه بنفسه، وأحمد الله على الدعم الذي وفره لي زوجي، وأخي الموجود معي اليوم، وبقية عائلتي، إلى جانب دعم الجمعية ودولة الإمارات، والذي مكنني من الشفاء والتعافي».

من جهتها، اعتادت سونة محيي الدين أبوحرب، من سورية، وتبلغ 54 عاماً، وهي أمّ لأربع بنات، إجراء الفحص الذاتي بشكل دوري، وفي إحدى المرات اكتشفت كتلة في أسفل الثدي، وبعد الفحوص والتحاليل الطبية، شخصت إصابتها بالدرجة الثالثة من سرطان الثدي والعقد الليمفاوية تحت الإبط، وبدأت العلاج الإشعاعي في 2021، ثم الكيماوي، وتمكنت من التغلب على السرطان والنجاة منه.

وقالت سونة: «أشارك للمرة الأولى في مسيرة (لنحيا)، وسعيدة جداً بوجودي، وأتوجه بالشكر إلى دولة الإمارات، وإمارة الشارقة، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان، على هذا الدعم اللامحدود للمرضى والناجين، وعلى التفاؤل والطاقة الإيجابية العالية التي تبثها في نفوسهم، وتلهمهم عدم الاستسلام».

ومنذ انطلاقها في عام 2017، شهدت مسيرة «لنحيا» مشاركة 12 ألفاً و500 شخص، وكرمت أكثر من 500 ناجٍ وناجية، ونجحت في تسليط الضوء على أهمية التضامن والدعم المجتمعي ودوره في مكافحة السرطان.