سهام نقدهم ... لا ترحم أي انجاز - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

 سمعتم بالتأكيد بالمثل القائل (لا يعجبه العجب ولا صيام في رجب)، حيث ينبري رهط موصومين بشهوة التقاط اللحظة وسرقة الكاميرا بطريقة لا تخلو من فهلوة وتحاذق، او تشبه وقوع أي حدث بغير وقت ولا ميعاد ولا مناسبة ومكان، لتنطلق سهام نقدهم مبعثرة في كل الاتجاهات على حين غفلة، لعل وعسى ان يصيب احدها هدفه.

فكلما قال الوطن يا الله، قالوا نستغفر الله ونعوذ به ونتوب اليه، وهذا من باب التشكيك بإيمان الناس بخالق واحد احد فرد صمد مؤمنين بربهم عز وجل وبقيادتهم الشرعية ووحدة المصير العربي المشترك، ولا اغالي هنا ان اشرت الى بلاد الشام، وفي مقدمتها الاسيرة فلسطين الغالية ولبنان وسوريا، اشقاء القلب والحشا، كيف لا وقد كانت ثورة العرب شعلة حرية انارت للعرب دروبهم ومساراتهم ومنحتهم الاستقلال والحرية .

اسوق هذا الاستجرار، مدعيا بانني امتلك بصيص من خبرة في الاعلام عموما وفي الشأن الاقتصادي على وجه الخصوص، تراكمت على مدار 27 عام، منها في العقبة الخاصة 24 عاما، قد تتيح لي الحق بإطلالة متواضعة على هذا مشروع العقبة الاقتصادية الخاصة، الأردني الهوية والعنوان، متفائلا به كأي اردني يبحث عن بارقة امل في التنمية، تتشكل مع دوران عجلة التريلا، وإثارة غبار المشاريع وفوضى عجتها، وارتفاع بنيان الاستثمار وتدشين المصانع والفنادق وشق الطرق والمسارات، وزراعة الأرض وتوقيع الاتفاقيات وتطوير الموانئ والمطارات.

فلماذا يا انتم تبثون في الناس الشك والإحباط والجزع والنكوص، فتلك النهضة الحاصلة في محافظة العقبة، لم تكن لتتحقق لولا اعلانها منطقة اقتصادية خاصة عام 2001 ، لتصبح ايقونة الاقتصاد وريحانة الحقل وجوهرة التاج، ألا يبعث فينا كل ذلك قليلا من تفاؤل بالغد ونحن نسمع بين الحين والأخر عن استقطاب استثمارات عربية شقيقة واجنبية صديقة، وعن افتتاح قلاع تنموية وصروح حضارية هنا وهناك، على امتداد ارض محافظة العقبة الشاسعة وليس فقط حدود منطقتها الاقتصادية الخاصة.

كانت العقبة وما زالت وستبقى محطة رئيسية، وركن استراتيجي تنموي في المملكة الأردنية الهاشمية، كيف لا وتاريخها يشهد لها، عندما كانت وما زالت تشكل الرابط الطبيعي بين قارتي افريقيا واسيا وممرا لقوافل قريش، وها هي هي اليوم بفضل الرؤية السامية والإرادة الشعبية المخلصة، تعزز مكانتها على مسار الاقتصاد العالمي برا وبحرا وجوا، وتتراكم على ارضها منجزات تستحق الإشادة والتصفيق من مشاريع انمائية متنوعة أحدثت الفارق وأوجدت فرص العمل بحيث يحق لنا ان نصف العقبة بانها ( اردن مصغر) ( العاصمة الاقتصادية).

لا تحبطوا الناس بتشكيكم ولا تحرفوا المسار عن جادته، فصحيح ان الأخطاء وقعت وتقع، ولم تكن الدنيا قمرا وربيع، ولن تكون وما كانت اصلا، منذ ان انزل الله تعالى ابونا ادم على سطح البسيطة، فالظروف لا تساعد والصرعات من حولنا نيرانها لاهبة، وقد أطاحت بدول كانت تنعم بالاستقرار ورغد المعاش وما كان يتوقع ان تنهار، ولكن هذا البلد المحفوظ بحمى الرحمن تعالى، عصي بقيادته وبشعبه ولن تستوقفه قوى الشد العكسي بإذن الله تعالى.

نشد على يد القائمين على هذا المشروع حاليا، كما شددناها على اياديهم في مختلف الحقب، نحو مزيد من الهمة وجذب رؤوس الأموال من شتى الأماكن وتحت أي ظرف، فالتحديات الاقتصادية التي نعاني منها كبيرة، والعقبة هي عصى الرحى وقاطرة النهضة.

مدينتنا خاصرة الجنوب وعروسه، مدينة واعدة ومستقبلها طيب، فقد وفرت الاف فرص العمل وما زالت توفر، من خلال ما نجحت في استدراجه من مشاريع عقارية وصناعية ومينائية وزراعية وغيرها، من شأنها ان تعزز ثقة المستثمر المحلي والعربي والاجنبي.

وهنا اود ان اوجه الشكر الجزيل الى المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية، ودولة الكويت، ودولة العراق، على توجيه بعض من مشاريعها ومستثمريها ورجال الاعمال فيها الى مدينة العقبة لتنفيذ مشروعات نوعية بالمليارات، واخص بالشكر رجال الاعمال والمستثمرين من سوريا الشقيقة، الذين وجدوا في العقبة ما حقق طموحهم، وشجعهم على إقامة استثماراتهم واتخاذ المدينة مقرا وسكنا محققين بذلل ما يسمي بتوطين الاستثمار، وهذا كله يعتبر نجاح باهر للعقبة الخاصة.

بدلا من سهام النقد في الفارغ والمليان، لنتجه جميعا الى الهدف مباشرة، وبدلا من ان تصفق علي صفق معي، وكن إيجابيا في الطرح وتقديم البدائل والحلول، فالأردن رغم انه بين نيران مشتعلة من كل صوب، الا ان ميزته تكمن في قيادته وفي المخلصين من أبناء شعبه، وهذا ما ابقاه آمنا مستقرا ناهضا متحديا كل السهام، فهو العمق الحقيقي لكل الاشقاء العرب في اسيا.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق