أفاد فريدريش ميرز، المرشح المفضل لمنصب «المستشار» في الانتخابات التي تجري الشهر المقبل في ألمانيا، بأنه سيحاول دفع تدابير الهجرة الأكثر صرامة عبر البرلمان، ولو كان إقرارها يعتمد على دعم حزب «البديل من أجل ألمانيا»، اليميني المتطرف، وهي خطوة تكسر المحظورات، وتظهر كيف أن ديناميكيات النظام السياسي في البلاد تتحول بشكل مطرد.
وكانت أليس فايدل، المرشحة لمنصب المستشار عن حزب «البديل من أجل ألمانيا»، الذي يحتل الآن المركز الثاني في استطلاعات الرأي، مبتهجة. وكتبت على موقع «إكس»: «لقد سقط جدار الحماية، هذا خبر جيد لبلدنا!».
وقال حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، بزعامة ميرز، إنه سيقدم تدابير الهجرة الأكثر صرامة، حتى إذا كان «حزب البديل من أجل ألمانيا الوحيد الذي يدعم مقترحاتنا»، وفقاً لرسالة من القيادة البرلمانية للحزب، إلى الأعضاء العاديين، اطلعت عليها «بوليتيكو».
ولطالما سعت الأحزاب السياسية الرئيسة في ألمانيا إلى الحفاظ على «جدار الحماية» حول حزب «البديل من أجل ألمانيا». وحتى الآن، يعني هذا أيضاً أن الأحزاب الرئيسة لم تقدم تشريعات تعتمد على دعم اليمين المتطرف.
ولكن قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في 23 فبراير، تعرض حزب ميرز لضغوط سياسية متزايدة للقضاء على الهجرة مع زيادة شعبية حزب «البديل من أجل ألمانيا». ويحتل هذا الحزب الآن المركز الثاني في استطلاعات الرأي بنسبة 20%، خلف المحافظين، الذين حصلوا على 30%.
وقال ميرز، الجمعة الماضي، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية: «سنقدم اقتراحات في البرلمان الألماني تتوافق حصرياً مع قناعاتنا. سنقدمها بغض النظر عمن يتفق معها».
وأظهر استطلاع حديث أن الهجرة هي الشاغل الرئيس للناخبين قبل الانتخابات. وقد أدى هجوم بالسكين في بافاريا، في وقت سابق من هذا الأسبوع، زُعم أن منفذه رجل أفغاني، والذي أودى بحياة طفل يبلغ من العمر عامين، إلى تكثيف الضغوط العامة على الأحزاب لاتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن الهجرة وطلبات اللجوء.
في غضون ذلك، هاجم زعماء حزب «البديل من أجل ألمانيا»، المحافظين باستمرار، لمحاولتهم الحفاظ على «جدار الحماية»، وانتقدوا ميرز وحزبه لاختيارهم التعاون مع الأحزاب اليسارية بدلاً من ذلك. وبعد الهجوم في بافاريا، كتبت أليس فايدل رسالة إلى ميرز، تعرض فيها دعم حزبها للدفع بتدابير الهجرة الأكثر صرامة في البرلمان.
من جهتهم، رفض المحافظون رسالة فايدل، باعتبارها حيلة سياسية، قائلين إنهم يستطيعون إجراء تغييرات على سياسة الهجرة في ألمانيا، من دون حزب «البديل من أجل ألمانيا». وفي السياق، قال ثورستن فراي، وهو برلماني محافظ بارز، لـ«رويترز»، إن المحافظين «سيضمنون إعادة توجيه سياسة الهجرة بشكل أساسي، وتقليص الهجرة غير الشرعية بشكل كبير»، موضحاً: «هذا لا يتطلب العروض المسمومة من حزب (البديل من أجل ألمانيا)».
وأظهر جدار الحماية حول حزب «البديل من أجل ألمانيا» شقوقاً في السنوات الأخيرة، خصوصاً في معاقل اليمين المتطرف في شرق ألمانيا. وفي عام 2020، صوت حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي اليميني الوسطي، بزعامة ميرز والديمقراطيون الأحرار الليبراليون مع حزب «البديل من أجل ألمانيا» في ولاية «تورينجيا»، شرق البلاد، للإطاحة برئيس الوزراء اليساري في الولاية.
وأثارت هذه الخطوة غضباً وطنياً، وساعدت في دفع زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي آنذاك إلى الاستقالة. عن «بوليتيكو»
تشديد السياسات
تعتبر الهجرة القضية الأهم بالنسبة للعديد من الألمان في انتخابات فبراير المقبل. ووفقاً لاستطلاع رأي أُجري في وقت سابق من هذا الشهر، يتصدر موضوع الهجرة اهتمامات 37% من الناخبين، متفوقاً بذلك على القضايا الاقتصادية والصراعات الدولية.
وأسهمت الأحداث الأخيرة في ألمانيا، في تصاعد النقاش حول الهجرة. وكان الهجوم الدامي على سوق عيد الميلاد في مدينة «ماغديبورغ»، الذي نفذه شخص كان يحمل وضع لاجئ في ألمانيا، إضافة إلى هجمات عدة بالطعن نفذها مهاجرون في عام 2024، دفعت العديد من الناخبين للمطالبة بتشديد سياسات الهجرة، وزيادة الرقابة.
. استطلاع حديث أظهر أن الهجرة هي الشاغل الرئيس للناخبين قبل الانتخابات.
. حوادث الطعن أدت إلى تكثيف الضغوط على الأحزاب لاتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن الهجرة وطلبات اللجوء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق