نشر في الشروق يوم 19 - 10 - 2024

منذ عام 2005 وفعاليات المنتديات الاقتصادية العربية التركية مستمرة، حيث انطلقت يوم الخميس 17 أكتوبر 2024، فعاليات المنتدى الاقتصادي التركي العربي الحادي عشر، بحضور أكثر من خمسمائة من المسؤولين رفيعي المستوى ومن رجال الأعمال والمستثمرين العرب والأتراك.
تندرج أهمية هذا المنتدى، في كونها تأتي بعد تطور العلاقات التركية مع عدة بلدان عربية اقتربت من مرحلة التكامل والتحالف الاستراتيجي. وتعد مسيرة المنتديات الاقتصادية العربية التركية عبارة عن فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية التركية وهذا ما يؤكده الجانبان العربي والتركي وعلى أعلى المستويات. وتعد العلاقات الاقتصادية التركية - العربية متميزة بحكم انها تشمل العديد من النشاطات القطاعية، بما يضفي عليها طابع التكامل في إطار توفر الأرضية المناسبة للطرفين نتيجة الثقة المتبادلة بينهما وبروز الدور التركي في المنطقة على كافة الأصعدة والمجالات.
شارك وزير الاقتصاد والتخطيط سمير عبد الحفيظ في الدورة 15 لأشغال "المنتدى الاقتصادي التركي العربي الذي انعقد بإسطنبول يوم الخميس الفارط تحت عنوان "تركيا والعالم العربي: ممر عالمي للاستثمار والتجارة والتكنولوجيا" على رأس وفد ضم كل من أحمد بن الصغير سفير تونس بانقرة، وعبد الرزاق المثلوثي القنصل العام باسطنبول، وشهد مشاركة عدد من وزراء المالية والاقتصاد من تركيا والدول العربية الى جانب الامين العام لجامعة الدول العربية و عدد من المؤسسات الاقتصادية وغرف التجارة والصناعة ومنظمات أصحاب الأعمال التركية. واستعرض وزير الاقتصاد والتخطيط، في مداخلاته في هذا المنتدى، الذي دار في شكل حلقات حوارية، جملة الاجراءات التي اتخذتها تونس لمجابهة الازمة الاقتصادية العالمية وتعزيز مقومات صمود ومناعة اقتصادها من تداعيات هذه الازمات المتتالية مؤكدا في هذا السياق على أهمية التعاون العربي التركي من أجل المزيد من التكامل والاندماج الاقتصادي من خلال بناء شراكات فاعلة ومتكافئة تخدم المصلحة المشتركة.
وخصص سمير عبد الحفيظ حيزا هاما من مداخلته النهائية الى أهمية الوجهة الاستثمارية التونسية مستعرضا في هذا الصدد، الإطار القانوني والتشريعي والموقع الجغرافي الاستراتيجي المتميز وما تزخر به تونس من موارد بشرية وكفاءات عليا، والتي مكنتها من استقطاب استثمارات خارجية هامة من بينها الاستثمارات التركية والعربية. ووجه الوزير الدعوة للمشاركين للاستثمار في تونس، مبرزا ما تتميّز به حاليا من استقرار على المستوى السياسي.
هذا وأجرى سمير عبد الحفيظ سلسلة من اللقاءات الثنائية مع نظرائه من تركيا والكويت والعراق ومصر، تناولت بالخصوص علاقات التعاون الثنائي بين تونس وهذه البلدان وسبل دعمها وتوسيع مجالاتها الى افاق اقتصادية ارحب عبر الشراكة والاستثمار خاصة في المجالات والقطاعات الواعدة، على غرار الطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة .
وتعمل تونس وتركيا على فتح افاق شراكة متجددة في سياق متناظر على مستوى المبادلات حيث تأتي رغبة البلدين لدفع التعامل المتكافئ، في سياق السعي لتعزيز المبادلات لا سيما على مستوى الاستثمار المنتج في ظل بلوغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وتونس سنويا 1.6 مليار دولار.
ويؤكد المسؤولون في البلدين عزم السلط على رفع أرقام التجارة والاستثمار إلى مستويات مهمة. هذا ونفذت شركات البناء التركية 21 مشروعا في تونس بقيمة 975 مليون دولار في ظل إرادة مشتركة حتى لا تستهدف الشراكة التجارية والاقتصادية بين تونس وتركيا أسواق البلدين فحسب وإنما دول الجوار والقارة الإفريقية وحتى أسواق الاتحاد الأوروبي.

.