عاجل

الاحتلال ينفذ "خطة الجنرالات" في شمال غزة - تدوينة الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاحتلال ينفذ "خطة الجنرالات" في شمال غزة - تدوينة الإخباري, اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024 02:45 مساءً

وفى السادس من أكتوبر الجاري، بدأت قوات الاحتلال بفرض حصار مشدد على شمال القطاع، الأمر الذى فاقم الأوضاع الإنسانية المتردية أصلا، فى ظل العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر 2023.

ويشن جيش الاحتلال عملية واسعة النطاق فى شمال غزة، ويصدر أوامر إخلاء جديدة، ويمنع إمدادات الغذاء، بعد أسابيع فقط من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنه يدرس خطة لمحاصرة المنطقة لـ "تجويع قيادات "حماس" وإجبارهم على إطلاق سراح المحتجزين والاستسلام".

وتدعو الخطة الإسرائيلية المسماه بـ "خطة الجنرالات" إلى فرض حصار تام على شمال قطاع غزة، والسماح للمدنيين المتبقين هناك البالغ عددهم 400 ألف بالمغادرة، ثم تجويع مقاتلى حركة "حماس" المتبقين فى المنطقة، حتى يستسلموا.

بلدة جباليا ومخيمها من أكثر المناطق التى تتعرض للعدوان، الذى تسبب فى انهيار البنية التحتية، وانقطاع الخدمات الأساسية، ونقص المواد الغذائية والأدوية، الأمر الذى ترك المواطنين بين خيارين، إما الرحيل عن منازلهم قسرا إلى مناطق أخرى ليست أكثر أمنا، أو البقاء والموت جوعا ومرضا.

المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، قال في منشور عبر منصة "إكس"، إن المدنيين فى شمال غزة لم يُمنحوا أى خيار سوى مغادرة المنطقة أو الموت جوعا.

وأضاف أن النظام الصحى فى شمال غزة "شبه منهار"، وأن المنظمة الدولية لم تتمكن من التواصل مع فرقها الميدانية بسبب انقطاع الاتصالات، فضلاً عن تعمد إسرائيل منع تقديم أي مساعدات فى المنطقة، بما فى ذلك الغذا، منذ 30 سبتمبر الماضى.

وأكد أن "السلطات الإسرائيلية لا تزال تستخدم الهجمات مثل تخريب البني التحتية المدنية، والإعاقة المتعمدة للمساعدات الحيوية كتكتيك لإجبار الناس على الفرار".

المواطنة لميس العجرمى "23 عاما" من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، تقول: "كنت محاصرة مع أمى وخالتى وإخوتى فى مركز تأهيل بجباليا، وأطلق جيش الاحتلال قذائفه علينا، أصيبت خالتى وأمى، والأخيرة ظلت تنزف حتى استُشهدت أمامنا".

وأضافت: "نحن فى وضع صعب جدا. وبحاجة إلى إنقاذ حياتنا من أى مؤسسة دولية، فالقصف لا يتوقف وهناك العشرات من الشهداء والمصابين فى البيوت والشوارع".

المواطن أبو العبد العرابيد "40 عاما" من منطقة بير النعجة فى جباليا قال: "كل أهلى استُشهدوا، أبى وأمى وإخوتى وأولادهم، 17 فرداً بينهم 9 أطفال استُشهدوا بقصف الطيران الحربى على بيتنا دون إنذار، ودمروا البيوت فى مربعنا السكنى".

ويصف ما يحصل فى جباليا بالمأساة الحقيقية والوضع الكارثى، فمن لم يمت بالقصف فسيقضى عليه العطش والجوع، فى حصار مطبق من الاحتلال.

لم يسلم شىء فى المنطقة المحاصرة، كل من يتحرك يُستهدف، ويطلق عليه النار، نقص المواد والمستلزمات الطبية واستهداف قوات الاحتلال المراكز الطبية بشكل مباشر، فاقم الأزمة الإنسانية، وجعل هذه المستشفيات غير قادرة على القيام بمسؤولياتها، أولا بسبب أعداد المصابين والمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، وثانيا لمنع دخول الوقود والمواد الطبية إليها.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دعت سلطات الاحتلال إلى إيصال الدعم الإنسانى ومن ضمنه الإمدادات الطبية إلى شمال قطاع غزة.

ونوهت اللجنة فى بيان صحفى، إلى أن المستشفيات التى تتحمل عبئا ثقيلا أصلا، تكافح من أجل تلبية احتياجاتها المتزايدة، وشددت على ضرورة احترام المرافق الطبية وتوفير الحماية لها.

وأكد الصليب الأحمر ضرورة توفير الحماية للمدنيين في ظل أوامر الإخلاء في شمال غزة: "ليس بوسع الكثيرين النزوح ببساطة، فمنهم من هم مرضي أو ذوو إعاقة، لكن يظل هؤلاء الأشخاص محميين بموجب القانون الدولي والإنساني، ويجب اتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم إلحاق أذي بهم".

أطباء من مستشفى كمال عدوان فى بيت لاهيا أكدوا أن أعداد الشهداء والجرحى فوق طاقة استيعاب المستشفى، فالأسرّة ممتلئة وبعضهم بحاجة إلي عمليات إنقاذ حياة، والضغط على الأطباء الموجودين أنهك أجسادهم فى ضوء عدم توفر الطعام والشراب بسبب الحصار وعدم توفر مواد غذائية ووصولها.

وتحدثوا عن عجزهم عن تلبية مناشدات تصل إليهم من الأهالى بوجود جرحى فى البيوت المستهدفة، إذ لا يستطيعون توجيه سيارات الإسعاف بسبب إطلاق الاحتلال النار والقذائف على كل من يتحرك، وبعض الجرحى يفقدون حياتهم رغم إصابتهم المتوسطة بسبب النزيف وعدم تمكن فرق الإسعاف من الوصول لإخلائهم.

مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، حذر من أن الوضع شمال غزة "كارثي"، حيث لا تعمل سوى ثلاثة مستشفيات، فيما تُكثّف إسرائيل عملياتها العسكرية.

وبحسب الموقع الرسمى للأمم المتحدة، قال المتحدث الرسمي، ستيفان دوجاريك، إن التصعيد فى الشمال "يقوّض بشدة قدرة الناس على الوصول إلى وسائل البقاء على قيد الحياة".

وأضاف أن شركاء الصحة التابعين للأمم المتحدة أفادوا بأن المستشفيات الثلاثة "تعانى نقصا شديدا فى الوقود والدم ومستلزمات الإصابات والأدوية"، مشيرا إلي أنه مع استمرار العمليات العسكرية فى الخارج فإن حوالى 285 مريضا لا يزالون فى مستشفيات: كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي.

وتحاصر قوات الاحتلال أكثر من 400 ألف مواطن فى محافظة شمال قطاع غزة "جباليا ومخيمها، وبيت لاهيا. وبيت حانون"، بعد أن فُصلت عن محافظة غزة بالسواتر الترابية ونيران المسيرات الحربية التي تمشط أجواء المنطقة، إضافة إلي القصف المدفعى على المنازل والمواطنين فى الطرقات.

يأتى ذلك فى ظل قيود مشددة تفرضها قوات الاحتلال على وصول المساعدات إلى قطاع غزة، التى تشتكى منظمات عدة من أنها تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية أمرا صعبا للغاية، إن لم يكن مستحيلا.

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان بمنصة إكس: "لم نعد قادرين علي توزيع الغذاء بأي شكل من الأشكال بمحافظة شمال غزة نتيجة نقص الإمدادات".

ولا يكتفي الاحتلال بمنع وصول الإمدادات الغذائية إلى شمال غزة، بل يلاحق الجوعي الباحثين عما تبقّى منها، إذ ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة قبل يومين ارتقي فيها 10 شهداء على الأقل وأصيب 40، بعد قصف مدفعى استهدف تجمعاً للمواطنين أمام مركز توزيع مساعدات تابع لوكالة "الأونروا" وسط مخيم جباليا.

ومنذ بدء عدوانه واجتياحه البرى الجديد شمال القطاع، يحاصر الاحتلال الإسرائيلى بلدة جباليا ومخيمها ويمنع الأهالى من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، ويأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع صلاح الدين الممتد على طول شرق القطاع من شماله إلى جنوبه.

الاحتلال لم يكتفِ بفرض الحصار ومنع إمدادات الغذاء والمياه والدواء، بل عمد إلى هدم مربعات سكنية بأكملها، وإحراق عشرات المنازل، وتدمير البنية التحتية والمباني الخدماتية، باستخدام روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة.

وهذا هو الاجتياح البرى الثالث الذى تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلى فى مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة فى السابع من أكتوبر 2023.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولى بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنسانى الكارثى بغزة.

وخلال العدوان على الشمال، تعمدت قوات الاحتلال قصف خيام النازحين وتسببت فى إحراق الأطفال وهم نيام، وارتقاء عشرات الشهداء. أغلبيتهم من النساء والأطفال.

وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن فى العالم، وأجبرت حرب "الإبادة الجماعية" نحو مليونين من مواطنى القطاع البالغ عددهم حوالى 2.3 مليون فلسطينى، على النزوح فى أوضاع كارثية مع شح شديد متعمد فى الغذاء والماء والدواء.

وأسفرت حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، عن استشهاد وإصابة أكثر من 150 ألفا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة تسببت فى وفاة عشرات الأطفال والمسنين.

وارتكبت قوات الاحتلال 6 مجازر فى يوم جديد من العدوان المتواصل على غزة، أسفرت عن استشهاد 65 مواطنا، وإصابة 140 آخرين، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 42,409 شهيدا، و99,153 جريحا، منذ 7 أكتوبر 2023.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق