نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قضاء بنت جبيل يستعيد أنفاسه.. ما هو الواقع الميداني؟ - تدوينة الإخباري, اليوم السبت 25 يناير 2025 06:12 مساءً
عشية انتهاء مهلة الـ 60 يوماً التي ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار على نهايتها. ومع انتشار الجيش اللبناني في عدد كبير من بلدات بنت جبيل وقرى قضائها، بدأ عدد العائدين إلى قراهم يتزايد تدريجيًا بعد النزوح القسري. فما هي الأوضاع الراهنة في بنت جبيل وقراها؟ وهل أصبحت مقومات الحياة وأساسيات العيش متوفرة؟
أفاد مراسل قناة المنار، الزميل هاشم السيد حسن، أن الأهالي يتوافدون إلى بنت جبيل منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار، وقد ازداد هذا التدفق مع دخول الجيش اللبناني إلى العديد من القرى، لا سيما صباح يوم الجمعة الماضي.
وفيما يتعلق بالقرى المتاخمة للحدود، أوضح السيد حسن أن السكان يكادون يكونون غائبين تمامًا بسبب التواجد المكثف لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي تقدم أكثر من 7 مرات إلى أطراف بنت جبيل الشمالية خلال مهلة وقف إطلاق النار.
وعلى صعيد الواقع الميداني اليوم، أفاد مراسلنا في بنت جبيل أن المنطقة، وتحديدًا قرى القطاع الأوسط والقطاع الشرقي، شهدت عمليات تخريب واسعة النطاق قامت بها قوات العدو الصهيوني. حيث أُدخلت جرافات إلى أكثر من نقطة ومنطقة حدودية، وتم قطع الطرقات ورفع السواتر الترابية، بالإضافة إلى تجريف الطرقات الرئيسية التي يُتوقع أن يسلكها المواطنون أثناء عودتهم إلى قراهم الحدودية، كما هو الحال في بلدة يارون.
الأوضاع في “مدينة بنت جبيل”
أكد عفيف بزي رئيس بلدية بنت جبيل، أن العمل على تجهيز البنية التحتية بدأ فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بما في ذلك إصلاح اشتراكات الكهرباء وجمع النفايات. وأضاف في حديث لموقع المنار أن عددًا من المؤسسات أعادت فتح أبوابها تدريجيًا.
وبشأن حجم الدمار، أشار بزي في مقابلة مع موقع المنار إلى أن بنت جبيل لم تكن ضمن القرى التي شهدت توغلًا بريًا إسرائيليًا خلال معركة أُوْلي البأس، وأن الأضرار الناتجة عن الحرب الحالية لا تتجاوز 20% مقارنة بدمار حرب تموز 2006.
ونتيجة القصف الإسرائيلي، دُمّر مركز بلدية بنت جبيل، المؤلف من خمسة طوابق، بالكامل. وأوضح بزي أن المجلس البلدي نقل مقرّه إلى مكان آخر يجري تجهيزه حاليًا بالأجهزة الإلكترونية والأثاث اللازم، على أن يكون جاهزًا لاستئناف عمله يوم الاثنين، 27 يناير 2025. كما سيتم في هذا اليوم إطلاق العمل على إعادة بناء سرايا بنت جبيل الشهيرة، التي تضم مؤسسات الدولة المختلفة.
الوضع في القرى المجاورة
أكد عدنان علوية رئيس بلدية مارون الراس، أن القرية ما زالت خالية من السكان بسبب التواجد الإسرائيلي. وأشار في مقابلة مع موقع المنار إلى أن البلدة تعرّضت لدمار هائل، بالإضافة إلى استمرار الاحتلال في قطع الأشجار. وذكر أن السكان لجأوا إلى القرى المجاورة مؤقتًا بانتظار انسحاب الاحتلال من بلدتهم.
في مشارف بلدة يارون، كان هناك حركة للأهالي الذين أحضروا جرافات محلية لإزالة بعض الأنقاض من الأحياء البعيدة والمناطق المشرفة على البلدة. كما رُصدت عائلات تسكن في تلك المناطق، بالتزامن مع عمليات التجريف الإسرائيلية عند مداخل البلدة.
وبالنسبة إلى عيترون، فقد دعا رئيس البلدية سليم مراد، إلى إعلان البلدة بلدة منكوبة بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية. وأبدى استياءه من قيام الاحتلال بتفجير الجوامع والحسينيات. وأشار في مقابلة مع موقع المنار، إلى أن الأزمة تتجاوز الأبنية لتشمل جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الزراعة والثروة الحيوانية. كما أعرب عن ثقته في الجهات المعنية بالتعويض وإعادة الإعمار، مؤكدًا على ضرورة النهوض من جديد لمواجهة التحديات.
لطالما كان الجنوب اللبناني رمزًا للصمود في وجه الاحتلال. وفي هذا السياق، شدد مراد على ثقته بالمقاومة الإسلامية في لبنان، معتبرًا أنها الامتداد الطبيعي لمسيرة الجهاد، بدءًا من السيد عبدالحسين شرف الدين، مرورًا بالإمام المغيب السيد موسى الصدر، وصولًا إلى يومنا هذا.
ومنذ ما بعد السابع من أكتوبر 2023، تعرض لبنان لمئات الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق سكنية في مختلف المناطق اللبنانية، قبل أن تتوسع إلى عدوان شامل ابتداءً من 23 سبتمبر 2024 ولمدة 66 يومًا.
وأفادت إحصائيات وزارة الصحة اللبنانية بأن العدوان أدى إلى استشهاد (4047) مواطنًا، بينهم (790) سيدة و(316 طفلًا)، وإصابة (16638) آخرين بجروح متفاوتة. كما تعرض القطاع الصحي إلى مئات الاستهدافات ما أدى إلى إرتقاء (222) شهيداً وإصابة (330) شخصاً.
ومع عودة الأهالي تدريجيًا إلى قراهم واستمرار التحديات الأمنية والإنسانية، تعيش منطقة بنت جبيل مرحلة مفصلية في تاريخها الحديث. الجهود الجارية لإعادة الحياة إلى طبيعتها تعكس عزيمة أهل الجنوب وحرصهم على استعادة مكانتهم وصمودهم أمام الأزمات. ومع اقتراب نهاية مهلة وقف إطلاق النار، يترقب الجميع تطورات المشهد، آملين في مستقبل أفضل وحياة مستدامة تليق بتضحيات الجنوب وصموده.
الجيش اللبناني يدعو المواطنين إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية
وفي السياق، دعت قيادة الجيش الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، مع انقضاء مهلة الستين يومًا التي تلي وقف إطلاق النار، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي.
وشددت فغي بيان على أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظًا على سلامتهم.
في هذا السياق، تعمل الوحدات العسكرية باستمرار على إنجاز المسح الهندسي وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة، وتُتابع الوضع العملاني بدقة ولا سيما لناحية الخروقات المستمرة للاتفاق والاعتداءات على سيادة لبنان، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وعمليات نسف المنازل وحرقها في القرى الحدودية من جانب العدو الإسرائيلي.
كما يواصل الجيش تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل.
وقد حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق