أكد عدد من خبراء ومستثمرى السياحة أن التطور الهائل الذى طرأ فى السنوات الأخيرة على صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كانت صناعة السياحة فى العالم هى المستفيد الأول من هذا التطور الذى انعكس على سرعة الأداء والإنجاز وتنفيذ البرامج السياحية بأعلي مستوى من الجودة.

أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية "مسافرون للسياحة" ونائب رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم أن تقنية الجيل الخامس سوف تخدم صناعة السياحة وتعمل على تحسين الخدمة فى المطارات والبنوك والخدمات المصرفية والفنادق والنقل السياحى والمراكب العائمة والمتاحف وكافة المناطق السياحية والأثرية فى كل ربوع مصر التى تمتد لأكثر من مليون كيلو متر مربع.

أضاف عبداللطيف أنه ليس من الطبيعى أن نستمر فى العمل بتقنيات قديمة فى الوقت الذى يتسابق فيه العالم للإستفادة بالتقنيات الحديثة التى تعمل على تحسين الخدمات والاتصالات مع العالم الخارجى وترفع كفاءة التشغيل بالفنادق والمنشآت السياحية سواء على مستوى المتابعة أو إعداد البرامج والتواصل مع الخارج.. موضحا أن أى وسيلة حديثة تخدم الإنسان سيكون لها تأثير على صناعة السياحة وخدمات الطيران وحجوزات السفر للأماكن البعيدة فهناك برامج سياحية تصل بالأتوبيسات إلى أبوسمبل وجنوب سيناء وسانت كاترين وحلايب وشلاتين والبحر الأحمر.

قال إن التقنية الجديدة سيكون لها تأثير إيجابي على كافة العناصر والأدوات السياحية من حيث سرعة الأداء وتحسين الخدمة نظرا لتوفر المعلومات بشكل أسرع وأوسع وأدق.. ولابد أن نكون مواكبين لكل ماهو جديد ومتطور.

معلومات وبيانات

قالت الدكتورة ريم فوزي عضواللجنة العليا للطيران، ونائب رئيس لجنة النقل السياحى بغرفة شركات السياحة سابقاً، إن تقنية الجيل الخامس سوف تساهم فى تعزيز العائدات الاقتصادية بصفة عامة  والقطاع السياحى بصفة خاصة وذلك من خلال تحسين البنية التحتية الرقمية وتسهيل الوصول إلي المعلومات والبيانات ..مشيرة إلي  أن  هذه التحسينات ستؤدي إلي رفع كفاءة الأعمال، حيث تتيح التقنية الجديدة للشركات استخدام تطبيقات متقدمة مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعى، مما يُعزز من إنتاجيتها ويقلل من التكاليف.

قالت إن تقنية الجيل الخامس تُعد محركًا رئيسيًا للتغيير فى العديد من المجالات، من خلال تحسين الأداء الاقتصادى والاستثمارى وتعزيز تجربة السياح والنزلاء، وستُسهم هذه التقنية فى تحقيق نمو مستدام وشامل..وحتى تتحقق الاستفادة المثلى من هذه التقنية فإنها تتطلب استراتيجيات مدروسة وتعاونا بين القطاعين العام والخاص لضمان تحقيق الحد الأقصى من الفوائد.. مشيرة إلى أن الدول التى تعتمد تقنية الجيل الخامس تُعتبر وجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية.. حيث يسعي المستثمرون إلى الدخول فى أسواق تتمتع بتكنولوجيا متقدمة.

أضافت الدكتورة ريم، أنه مع نمو الأعمال وزيادة الاستثمارات، ستزداد العائدات الضريبية التى تُستخدم فى تحسين الخدمات العامة.

تحسين تجربة السائحين

يرى أسامة السيسى عضو الإتحاد المصرى للغرف السياحية، أن تقنية الجيل الخامس ستساهم بشكل قوى فى تحسين تجربة السائحين وستُحدث بها تحويلاً جذريًا من خلال تحسين الاتصال.. حيث سيوفر سرعة أعلي فى الاتصال مما يُمكن السياح من الوصول إلى المعلومات بسهولة، مثل خريطة المواقع السياحية، والمطاعم، ووسائل النقل، كما ستُمكن هذه التقنية الجديدة من استخدام تطبيقات الواقع المعزز لتحسين التجربة السياحية.. حيث يمكن للسياح رؤية المعلومات التاريخية والثقافية عن المعالم السياحية بشكل تفاعلي.

أضاف عضو اتحاد الغرف السياحية أن هذه التقنية ستمكن من تطوير أنظمة حجز فندقية ذكية وفعالة، مما يُسهل عملية الحجز والدفع وتحسن من تجربة الإقامة.. مشيرا إلي أنه من خلال توظيف تقنية الجيل الخامس. يمكن للفنادق تحسين خدمات العملاء باستخدام البيانات لتحليل سلوك العملاء وتقديم خدمات مخصصة تلبي احتياجاتهم.. كما أنها ستمكن الأجهزة المتصلة من تحسين إدارة الموارد، مثل الكهرباء والمياه، مما يُخفض التكاليف ويُحسن من الاستدامة.. ويمكن للفنادق استخدام التقنيات الحديثة، مثل الروبوتات والخدمات الذاتية، لتقديم تجارب جديدة ومبتكرة للنزلاء.

التحول الرقمي

وفي إطار  استراتيجية وزارة السياحة والآثار للتحول الرقمى تنفيذا لتوجيهات شريف فتحي وزير السياحة والآثار بأهمية تحسين التجربة السياحية بالمواقع الأثرية والمتاحف بالمقصد السياحي المصرى والاستفادة من وسائل التكنولوجية الحديثة لرفع كفاءة الخدمات المقدمة بها فقد تم مؤخرا الانتهاء من تطبيق منظومة الحجز الالكترونى للتذاكر والبوابات الرقمية لـ 22 موقعا أثريا جديدا بمختلف أنحاء الجمهورية.

أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن عملية تطبيق منظومة الحجز الالكترونى للتذاكر والبوابات الرقمية تجرى على قدم وساق للانتهاء من تعميمها فى كافة المواقع الأثرية والمتاحف بمختلف أنحاء الجمهورية طبقا للخطة الزمنية المحددة، الأمر الذى يساهم بشكل كبير فى تحسين التجربة السياحية وإثرائها، كما أنها تعمل فى الوقت ذاته على إحكام الرقابة على عمليات الدخول إلى المواقع الاثرية والمتاحف ومن ثم إيرادات المجلس الأعلي للآثار.

ومن جانبه قال الدكتور خالد شريف مساعد وزير السياحة والآثار للتحول الرقمى والمشرف على الإدارة العامة لتطوير الخدمات بالمواقع السياحية والأثرية والمتاحف، أنه بعد إضافة هذا العدد من المواقع وصل إجمالى عدد المواقع الأثرية والمتاحف التى تم تطبيق منظومة الحجز الالكتروني للتذاكر والبوابات الرقمية بها حتى الآن، إلى 100 موقع أثرى ومتحف بمختلف أنحاء الجمهورية موزعة علي محافظات القاهرة، والجيزة والإسماعيلية، والإسكندرية، وبني سويف، والمنيا، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر، وجنوب سيناء، ويتاح شراء تذاكر هذه المواقع من خلال منافذ بيع التذاكر الموجودة عند بوابات الدخول وكذلك عبر الموقع الرسمي للوزارة: egymonuments.com.

أوضح الدكتور باسم إبراهيم مدير عام الإدارة العامة للخدمات بالمواقع السياحية والأثرية والمتاحف، أنه من بين المواقع الأثرية الجديدة التى تم تطبيق منظومة الحجز الالكترونى للتذاكر والبوابات الرقمية بها منطقة شجرة مريم ومسلة المطرية بمحافظة القاهرة، ومعبد أبيدوس بمحافظة سوهاج، ومنطقة هرم ميدوم بمحافظة بني سويف، ومقابر كل من زاوية السلطان وبنى حسن بمحافظة المنيا.. مشيراً إلى أنه من المقرر أن يتم تشغيل هذه المنظومة بباقى المواقع الأثرية والمتاحف على مستوى الجمهورية تباعاً وفقا للجدول والخطة الزمنية المحددة لها.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل